يوفر الانترنت من المعلومات والأخبار
والنصوص والنثر أكثر مما توفره أو وفرته أي مكتبة في تاريخ البشرية. ولكن
المستخدم عادة لا يمضي الساعات في قراءة ما يقدمه الانترنت. وأظهرت دراسة
اجرتها جامعة هامبورغ الالمانية في عام 2008 ان المستخدم لا يقرأ في
المتوسط إلا 20 في المئة من الكلمات التي تتضمنها صفحة اعتيادية على
الشبكة.
وفي حين يرى البعض ان من اسباب ذلك ضعف تركيز القارئ فان آخرين يذهبون الى
ان القراءة على الانترنت ليست كالمطالعة المتعارف عليها مع الكتاب أو
الجريدة. وان غالبية المواقع مصممة عن قصد بحيث يستمر المستخدم في النقر
بدلا من هضم كل ما يظهر له. وكلما زاد تنقله من موقع الى آخر زاد عدد
الاعلانات التي تمر عليه.
يقترح كريس غايلورد في صحيفة كريستيان ساينس مونتر طريقتين لتسهيل القراءة
على الانترنت دون منغصات إذا كان المستخدم لا يريد ان يطبع كل نص يثير
انتباهه على الانترنت ويرغب في قراءته.
اولا، يوصي غايلورد باستخدام أداة ريدابلتي Readability في المتصفح مشيرا
الى ان هذه السمة تبعد بنقرة واحدة كل ما يُلهي عن التركيز باستثناء النص
المقروء. وإذا كان الموقع يحوي اعلانات تتراقص وتومض امام عيني المستخدم
بأحرف ناعمة وفيه من الكتل والخطوط ما يضاهي لوحات مودريان فان أداة
ريدابلتي تتكفل بمحو هذه الزوائد وتعديل شكل الصفحة مؤقتا بحيث لا يبقى
إلا المتن الرئيسي من النص وما يصاحبه من صور. كما ان هذا البرنامج يستبدل
حجم الحرف بآخر أسهل على القراءة، حسب الرغبة.
تتوفر هذه الأداة مجانا بواسطة زر على متصفح الشبكة وللحصول عليها يمكن
الذهاب الى الصفحة الرئيسية على موقع ريدابلتي حيث بالامكان تثبيت الحرف
المطلوب ولون الخلفية المفضل.
بعد تنظيف النص من كل الشوائب مثل الاعلانات والمواد الترويجية وغيرها من
المحتويات غير المرغوب فيها هناك طريقة أخرى لحفظ النص الطويل الشيق
ليتمكن المستخدم من العودة اليه حين يكون لديه متسع من الوقت لقراءته. فان
سمة انستابيبر Instapaper ستؤشر صفحات الشبكة ولكن بدلا من تخزينها في
ملفات على الكومبيوتر الشخصي فان هذه الأداة المفيدة تتيح الدخول على نصوص
مؤرشفة من اي جهاز تقريبا يستخدم تكنولوجيا الكومبيوتر، بما في ذلك
الهواتف الذكية وقارئ كندل امزون الالكتروني.
تتوفر هذه السمة على غرار ريدابلتي بزر على المتصفح. وبنقرة واحدة يُحفظ
النص في ملف على الانترنت. وتكون هذه الأداة مفيدة بصفة خاصة لمن يعثر على
مقالات ونصوص خلال اوقات العمل ولا يتسنى للمستخدم قراءتها إلا في وقت
لاحق، عادة حين يعود الى البيت وينسى المادة التي كان يريد قراءتها. يمكن
تركيب هذا البرنامج من instapaper.com.
الخميس يونيو 03, 2010 5:29 pm
